مراجعة ياسين، مشرف سابق، لدورة «Lilya Blogging»: استنزاف المال والوقت بنسبة نجاح لا تتجاوز 1٪
المراجعة الكاملة لدورة «Lilya Blogging» كما نقلها المشرف السابق ياسين
يكشف هذا المقال، بصيغة الغائب، تجربة ياسين—أحد المشرفين السابقين في مجتمع دورة «Lilya Blogging». يعرض بالتفصيل ما رآه وسمعه وعايشه داخل المجتمع، مستعينًا باللهجة المغربية الدارجة عند الاقتباس الحرفي، مع الحفاظ على لغة عربية فصيحة لبقية السرد.
تعريف بالشخصية الرئيسة
ياسين شاب مغربي تولّى الإشراف على قنوات «Lilya Blogging» في Discord لعدة أشهر. كان حلقة الوصل بين الإدارة وأعضاء المجموعات، فاطّلع على شكاوى الجميع وتابع أداء المتدربين عن قرب قبل أن ينسحب ويسترد رسومه.
تكاليف الالتحاق الحقيقية
- رسم الالتحاق المعلن: نحو 10000 درهم مغربي (قرابة 1000 $).
- نفقات خفية: استضافة، نطاقات، أدوات تصميم، اشتراكات GPT، إعلانات Meta Ads… إلخ؛ تتجاوز غالبًا 18000 درهم.
- متوسط ما ينفقه العضو الجاد بعد ستة أشهر: من 30000 إلى 60000 درهم.
آلية الاستقطاب
لاحظ ياسين أنّ الدورة تجذب ثلاث شرائح أساسـية:
- أصحاب الخلفية التقنية الباحثون عن «الاستقرار والشرعية» في العمل عبر الإنترنت.
- المبتدئون بالكامل الذين أُقنعوا بأنّهم «لا يحتاجون أي خبرة» وأنّ «المشرف سيصطحبهم خطوة بخطوة»، رغم أنّ المحتوى صعب حتى على محترفي الويب.
- الموظفون محدودو الوقت الذين وُعدوا بالثراء بعد ساعتَيْ عمل يوميًا، بينما الواقع يتطلّب 4–10 ساعات يوميًّا.
هيكل المجتمع الرقمي (المجموعات والمستويات)
قُسّم المتدربون إلى مجموعات مرقّمة (1–14). بعد المجموعة السابعة احترقت الطريقة الأصلية (الاعتماد شبه الكامل على صفحة فيسبوك واحدة للحصول على الترافيك). ومع ذلك استمر بيع الدورة للمجموعات 8–14 بالطريقة نفسها.
داخل كل مجموعة ثلاثة مستويات (Level 1-3). يُرفع العضو إلى المستوى التالي فقط إذا حقّق شروطًا صارمة:
- نشر 21 منشورًا مصوّرًا بطريقة «Power Recipes» كل أسبوع.
- تجاوز فحص «بنْية الصفحة» (Structure Checker).
- تحقيق تفاعل ورؤية (Reach) معينة خلال 90 يومًا.
في الواقع لم يتجاوز مستوى 3 سوى نحو 40 عضوًا من أصل 3000-4000 مشترك، ثم اختفى نصفهم لاحقًا.
نسبة النجاح الفعلية ≈ 1 %
تؤكد بيانات ياسين أنّ أقل من واحد بالمئة حققوا أرباحًا ملحوظة—وغالبًا بطرق غير قانونية (سبام، أوتوميشن، مواد طبية محمية بعلامات تجارية). تُسوَّق هذه الحالات الناجحة باعتبارها «دليلًا دامغًا» لفعالية المنهج، بينما يُدفن الفشل الساحق للأغلبية.
تقنية «الضغط ثم التبريد» (Refund & Silence)
يحصل من يطلب استرداد الرسوم خلال 15 يومًا على المبلغ الأساسي بسرعة،
لكنْ بدون تعويض ما أُنفق على الإعلانات والأدوات أو الوقت المضني. الهدف
الحقيقي—بحسب ياسين—هو إسكات الأصوات الناقدة («هاك الفلوس وسير
فحالك
»). كثيرون يفضّلون الصمت بعد استرداد المال، فتظل الصورة
الإيجابية طافية على يوتيوب.
المنهج العملي كما عايشه الأعضاء
1. وهم خوارزمية فيسبوك
كرّر صاحب الدورة عبارة: «الريتش مسألة رياضيات: 1×1×1 = 1، وإذا
وُجد صفر في أي عنصر فالنتيجة صفر
». لكنّ التجارب أثبتت أنّ عوامل
خارجية (توصيات المنصة، ازدحام النيش بـ6000 صفحة طبق الأصل…) تجعل المعادلة
غير قابلة للتحقق.
2. متطلبات يومية مرهقة
- متوسط عمل فعلي: 5–10 ساعات.
- الإلزام بحضور جلسات Discord وتعليقات إجبارية.
- إعادة نشر المحتوى نفسه بصور وقوالب متطابقة، ما أدى إلى حرق النيش نهائيًا.
3. «الميثود» المحروقة
الطريقة الأصلية (صفحة فيسبوك + موقع ووردبريس + مقالات مُسبَّكة) نجحت مع أوائل الدفعات ثم انهارت بعد أن نقلها آلاف الأشخاص بالحرف، فانهار الريتش وارتفعت كلفة الإعلانات بلا عائد.
الأثر النفسي والاجتماعي على الأعضاء
سجّل ياسين عشرات الحالات من الاكتئاب، والإفلاس، ومضاعفات صحية (سكري، عمليات جراحية أُجّلت)، ومشاكل أسرية بسبب ضغط العمل وتراكم الديون. يرى أنّ أكبر خسارة ليست المال بل الوقت والجهد والعلاقات.
ردود الإدارة على الانتقادات
عند أي تساؤل جادّ تُستخدم أحد ثلاثة أساليب:
- التسويف — «الميثود الجديدة ستُنشر قريبًا».
- النقل اللوم — «الخطأ منك لأنك لم تلتزم 100 ٪».
- طرد المنتقد ومنحه استردادًا سريعًا لمنع تسريب التجربة.
خلاصة ياسين وتقييمه
- محتوى تعليمي متماسك (معظم الشروح مرتجَلة وموجودة مجانًا في يوتيوب).
- منهج قابل للتكرار قانوني ومستدام.
- دعم حقيقي يُعالج معاناة الأعضاء بدل تبرير فشلهم.
ويرى أنّ القيمة الوحيدة هي التعارف بين الأعضاء، بشرط أن يُنشئوا مجموعات منفصلة ويطوّروا طرقهم الخاصة بعيدًا عن ضغط الإدارة.